2008/10/20

خطف تسعة صينيين من العاملين بقطاع النفط في السودان

الخرطوم وكالات - قالت الحكومة السودانية ودبلوماسيون يوم الاحد ان تسعة صينيين من العاملين بقطاع النفط خطفوا بوسط السودان في ثالث حادث من نوعه يقع هذا العام في المنطقة المنتجة للنفط. وانحت الحكومة السودانية باللائمة على حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور في عملية الخطف ومع ذلك قال الدبلوماسيون ان الخاطفين على الارجح من رجال القبائل المحلية. وقال المتحدث باسم السفارة الصينية ريموند يو ان مجهولين خطفوا الصينيين ظهر يوم السبت بولاية جنوب كردفان وهي مصدر لجزء كبير من ثروة السودان النفطية. وتعتبرالصين اكبر مستثمر اجنبي في السودان. وقال علي يوسف مدير شؤون البروتوكول في وزارة الخارجية السودانية ان من المعتقد ان الخاطفين اعضاء في "قطاع كردفان" من حركة العدل والمساواة. واضاف ان المعلومات الاولية توضح ايضا ان الخاطفين والرهائن لا يزالون في منطقة جنوب كردفان وان قوات الامن تحاول مطاردتهم. وقال طاهر الفكي وهو مسؤول بحركة العدل والمساواة ومقيم في لندن انه لا يستطيع على الفور تأكيد ما اذا كانت الحركة نفذت الهجوم لكنه قال ان الحركة لديها قوات حول مناطق النفط. وقال ان الحركة نفذت عمليات في المناطق النفطية من قبل وحذرت الشركات والافراد بان كل من يتواجد هناك سيعتبر هدفا عسكريا مشروعا. وخطفت الحركة في اكتوبر عام 2007 خمسة من عمال النفط احدهم مصري والثاني عراقي وثلاثة من السودانيين. وقالت الحركة المتمردة وقتها انها اخذت الرجال كرهائن لتحذير شركات النفط الاجنبية التي قالت انها تمول حكومة الخرطوم بعائدات النفط. وتم اطلاق سراح هؤلاء الرجال في وقت لاحق. وتتبادل الحكومة والحركات المتمردة عادة الاتهامات حول الانتهاكات المتعددة التي تقع في دافور المتاخمة لجنوب كردفان. حيث اندلع الصراع بين الجانبين منذ عام 2003. ويقول المتمردون ان شركات النفط تساعد في تمويل الجهود الحربية للخرطوم. وقال دبلوماسيون في الخرطوم ان الخاطفين على الارجح اعضاء من نفس المجموعة القبلية التي خطفت اربعة من عمال النفط الهنود مع سائقهم في هذه المنطقة في مايو ايار الماضي. ووصف الخاطفون في ذلك الوقت بأنهم سكان محليين ساخطين. وقال المتحدث باسم السفارة الصينية ان من السابق لاوانه تحديد هوية الخاطفين. وقال مصدر دبلوماسي ان الصينيين التسعة واثنين من السائقين السودانيين اختطفوا من حقل صغير تابع لشركة النيل الاعظم للبترول وهي اتحاد مكون من اربع شركات من الصين والهند وماليزيا والسودان. وقال مصدر دبلوماسي مشترطا عدم ذكر اسمه "اطلق سراح سائق وسلم مذكرة من الخاطفين يطلبون فيها تسوية من خلال (الحصول على) حصة من انتاج النفط." وقال المصدر ان السكان المحليين نهبوا معسكرا صينيا في نفس المنطقة قبل اسبوعين واستولوا على كل شيء "بما في ذلك الاسرة واغطيتها." وقال "هذه منطقة خطيرة وقد يحدث هذا مرة اخرى وزكرت مصادر أن الصينيون المخطوفون هم ثلاثة مهندسين و6 عمال في القطاع النفطي وأكد مسؤول سوداني محلى بمنطقة "أبيي" بجنوب كردفان الأحد أن خاطفي العمال الصينيين التسعة العاملين في قطاع النفط ينتمون إلى جماعة "متفلتة" تطالب بنصيب من عائدات النفط في المنطقة. وأفادالمسؤول المعتمد في إبيي، محمد الدوريك قوله "إن الخاطفين ينتمون إلى جماعة متفلتة من أبناء المنطقة ودأبوا على مثل هذه الممارسات، ويدعون أن لهم نصيب من عمل الشركات في هذه المنطقة، ويحاولون بمثل هذه الطرق الضغط على شركات النفط." وأضافى الوكالة أن الدوريك أكد أن السلطات المختصة تتعقب آثار الخاطفين وقد تمكنت من تحديد منطقتهم، مضيفاً "هناك ترتيبات جارية لإطلاق سراح الرهائن وضمان سلامتهم." وقال الدوريك إن حادثة الاختطاف وقعت السبت في إبيي بمنطقة تقع بين مدينة "الستيت"، وحقل دفرة النفطي. وكانت السفارة الصينية بالخرطوم قد أكدت في وقت سابق الأحد اختطاف تسعة صينيين يعملون في حقل للبترول بالقرب من إقليم دارفور المضطرب غربي السودان من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية. وقال متحدث باسم السفارة إن العمال التسعة يعملون بشركة البترول الوطنية الصينية، وتم اختطافهم السبت في ولاية جنوب كردفان. ويسكن سهول جنوب كردفان عرب رحل وقبائل اخرى كانوا يحتجون على نقل عائدات النفط الى خارج المنطقة. ويقولون ان المنطقة غير النامية لم تر سوى القليل من الثروة النفطية التي ملات خزائن الحكومة في الخرطوم وفي جنوب السودان شبه المستقل ذاتيا. ووفقا لموقع شركة النيل الاعظم للبترول على الانترنت ان الاتحاد ينتج اكثر من 300 الف برميل من الخام يوميا في قطاعات 1 و 2 و4. وينتج السودان حوالي 500 الف برميل من الخام يوميا. وقال أحد محللى شؤون النفط العربي ان الخطف يجعل من العمل في صناعة النفط السودانية اكثر خطورة لكنه قال "انها لن توقف الاستثمارات." وقال "انظر الى نيجيريا حيث يجري خطف وقتل عمال النفط لكن الاستثمارات لم تتوقف." واطلقت المجموعة القبلية التي خطفت اربعة من العمال الهنود في مايو ايار في وقت لاحق رجلا منهم وسائقا سودانيا وتمكن اثنان اخران من الهرب. ويعتقد ان الرجل الرابع الذي فر من خاطفيه ولم يعد الى القاعدة قد لاقى حتفه.

ليست هناك تعليقات: