2008/11/24

قوة أوروبية لمكافحة القرصنة في خليج عدن

لا زالت أزمة القرصنة الصومالية تؤرق العالم كله مما نتج عنه أن أعلنت العديد من الشركات تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح وقد
وافق الاتحاد الأوروبي أ ول أكتوبر الماضى على تشكيل قوة بحرية خاصة لمكافحة القرصنة في منطقة خليج عدن وقرب الساحل الصومالي. وقال وزير الدفاع الفرنسي إيرف مورين إن 8 دول على الأقل وافقت على المشاركة في هذه القوة. وجاء هذا القرار بعد استيلاء القراصنة في المنطقة على سفينة أوكرانية تحمل على متنها 33 دبابة وطلبوا فدية قدرها 20 مليون دولار مقابل الافراج عن السفينة وطاقمها. في الوقت نفسه وجهت السلطات في كينيا الاتهام إلى مسؤول بحري بعد أن صرح بأن الدبابات تتجه إلى جنوب السودان وليس كينيا. وكان أندرو موانجورا الناطق باسم البرنامج البحري في كينيا قد اتهم بالادلاء بتصريحات مثيرة للقلق. واتهم موانجورا أيضا بحيازة المخدرات، ولكنه نفى التهمتين. وقال مراسل بي بي سي في كينيا إن الشرطة قررت احتجاز موانجورا لمدة خمسة أيام على ذمة التحقيقات الجارية معه. وكانت السلطات الكينية والأوكرانية قد نفت بشدة أن تكون الدبابات التي كانت على متن السفينة في طريقها إلى جنوب السودان. إلا أن مصادر غربية، رفضت أن تكشف عن هويتها، قالت لبي بي سي إن الدبابات كانت متجهة إلى حكومة جنوب السودان المستقلة في خرق واضح لاتفاق السلام بين الجنوب والشمال. وكان القراصنة الذين استولوا على السفينة الأوكرانية والموجودون على متنها قد صرحوا لبي بي سي يوم الخميس بأنهم يطالبون بفدية تبلغ 20 مليوم دولار، وأكدوا أنهم بصحة جيدة. وقال تقرير بريطاني إن عمليات القرصنة التي تنطلق من الصومال قد زادت هذا العام بنسبة تبلغ أكثر من ضعف ما كانت عليه العام الماضي، كما أن 60 سفينة تعرضت للهجوم من جانب القراصنة حتى الآن، وإن شركات الملاحة المالكة للسفن دفعا ما بين 20 و30 مليون دولار للافراج عنها. وجاء الاعلان الفرنسي بعد اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الاوروبي في دوفيل بفرنسا. وكان مكتب المراقبة البحرية قد أعلن ان ثلاث سفن أخرى تعرضت للاعتداء خلال الليل. وقالت السلطات الصومالية إن القراصنة الذين يسيطرون على السفينة الأوكرانية بدأوا في التفاوض مع الشركة مالكة السفينة. ويجدر ذكرأن الصومال تعيش بدون حكومة وطنية فعالة منذ حوالي 17 عاما وتحاصر قوة بحرية أمريكية السفينة الموجودة حاليا قرب بلدة هوبويو الصومالية الساحلية، وتمنع هذه القوات افراغ حمولة السفينة من الدبابات من طراز تي 72 والبنادق والأسلحة الثقيلة. وتقترب فرقاطة روسية من المنطقة للمساعدة في الحصار البحري المفروض، وأفادت الأنباء أنها تحمل جنودا من المارينز وقوات خاصة. من جهة أخر ى اعلن وزير الدفاع الدنماركي ان الدنمارك التي تتولى قيادة القوة المتعددة الجنسيات "تاسك فورس 150" المكلفة مكافحة القرصنة قبالة شواطىء الصومال ترغب باحالة اعمال القرصنة امام محكمة دولية. وقال الوزير الدنماركي لوكالة فرانس برس ان "مطاردة القراصنة مشكلة دولية ونرى ان محكمة دولية يجب ان تحاكمهم". واعلن انه "سيوجه نداء الى الأمم المتحدة" في هذا الاطار مضيفا انه ليس مطروحا "تشكيل هيئة جديدة مكلفة انما انشاء وحدة داخل المحكمة الجنائية الدولية مخصصة لمكافحة القرصنة". وكانت البحرية الدنماركية قد اضطرت الشهر الماضي الى الافراج عن عشرة اشخاص يشتبه في أنهم قراصنة كانت اوقفتهم في خليج عدن لأن السلطات اعتبرت انه من غير الممكن ملاحقتهم قانونيا بحسب التشريعات الدنماركية بسبب نقص الادلة. وقال الوزير "كنا نعلم انهم قراصنة وقد صادرنا اسلحتهم ووسائل اتصالاتهم, لكن لو احيلوا الى القضاء لما صدر حكم في حقهم لانهم لم يضبطوا في الجرم المشهود". واعلن الوزير الدنماركي انه بحث في مسألة احالة اعمال القرصنة امام محكمة دولية مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم في دوفيل مشيرا الى ان "السويد وبلجيكا وقبرص ودولا اخرى دعمت المشروع".

ليست هناك تعليقات: